2009/04/09

طعنة ظهر!

-












أقفل يوسف باب سيارته التي أوقفها على مسافة ليست بالقصيرة من مقر عمله
خطواته المتسارعة كعادته تُخبر عن إنشغالهِ بأمرٍ ما ,
حقيبته الحاسب المحمول تتدلى من يدهِ اليمين , بينما تصاعد دُخان سيجارته
خلفه وكأنما كان ينبعثُ من الفراغ , ضجيج السيارات والمارّة لم يدع فرصة له
لأن يلحظ اقتراب أحدهم قادماً من خلفه .. شعر يوسف بنصلٍ حاد ينغرس بشراسة
في الجانب العلوي من ظهره , ليسقط مُضرجاً بدمائه دون أن يتمكن من رؤية الفاعل .
حاول جاهداً أن يرفع رأسه لكي يرى مصدر الطعنة , ولكن لا جدوى
فتجمهر الناس من حوله حال دون ذلك , كان آخر ما سمعه من المتجمهرين
كلماتٍ متقاطعة .. لا حول ولاقوة إلا بالله .. أمسكنا به ! .. سيموت !!
وعندها لم يدرك يوسف أنه قد فقد الوعي ! .


حاول الأطباء جاهداً فيما لاحول ولا قوة لهم به , فالطعنة قد اقتربت
بشكلٍ كبير من القلب , وليست هنا المشكلة ! بل كانت المشكلة الحقيقية
بالنسبة لهم أن التحاليل التي أجريت على الخنجر أثبتت أنها مسمومة ! ,
ولكن ست ساعات في العناية المركزة أخرجت يوسف إلى بر الأمان
حسب تشخيص الإستشاري الذي عاين الحالة بعد انتهاء العملية .
يومين كاملين لم يشعر يوسف بمرورهما عليه , عندما فتح عينيه ببطء
كان وجه أخيه يطل عليه بأسى وخوف ,, حاول أن يتكلم !
ولكن أخاه همس له قائلاً : لا داعي للكلام , أشار بعينيه
باحثاً عن إجابة السؤال الذي أشغله .. من الفاعل ؟؟
أطرق أخوه برأسه قبل أن يجيب ( ......... ) !! .












وقع مدير المستشفى على شهادة الوفاة للمريض يوسف
بعد أن تأكد من تعبئة الخانة التي يكتب فيها سبب الوفاة
والذي كُتب بخطٍ واضح ( جلطة ) , سلمها لأخيه مُعزياً له
في الوقت نفسه وشاداً على يده قبل أن يقول تمنيت أن
يُكتب سبب الوفاة الحقيقي ..




















( طعنة صديق ) !!



*الشاعر : زايد الرويس



-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حيـاكم الله ^_^